لطالما بدا الشحن اللاسلكي وكأنه المُستقبل الذي طالما انتظرناه: التخلص من الكابلات وشحن الأجهزة بسهولة. لكن بعد عام كامل من الاعتماد عليه بشكل يومي، وجدتُ نفسي أعود مجددًا إلى الشحن السلكي والكابلات. رغم المزايا المُبهرة للشحن اللاسلكي، إلا أنَّ التحديات التي واجهتها، مثل البطء أحيانًا وعدم التوافق مع بعض الحافظات، جعلت الشحن السلكي الخيار الأكثر موثوقية وفعاليّة بالنسبة لي.
روابط سريعة
ما الخطأ في الشحن اللاسلكي؟
دعني أبدأ هذا بالقول إنه لا يوجد أي خطأ في الإعتماد على الشحن اللاسلكي نفسه. فهو يُوفر وظيفة مُريحة للغاية، لكن هذا يعتمد إلى حد كبير على هاتفك. على الرغم من أنه قد يكون بطيئًا، إلا أنَّ الشحن اللاسلكي لا يزال ميزة إضافية ستحتاجها.
يتم شحن هاتفي الـ iPhone 13 بشكل جيد باستخدام شاحن MagSafe اللاسلكي على مكتبي. ومع ذلك، فإنَّ هاتفي Pixel اللذين أملكهما (Pixel 6 Pro و Pixel 7a) دائمًا ما ألاحظ إرتفاع حرارتهما أثناء الشحن، وسرعة الشحن سيئة للغاية. حتى أنني بدأت في استخدام ملصقات MagSafe على هاتفي Pixel 7a للمساعدة في محاذاة ملفات الشحن اللاسلكي بشكل أفضل — وبينما كانت مثبتة في مكانها، كان لها تأثير ضئيل على سرعة الشحن أو تراكم الحرارة.
كما أن تكلفة الشواحن اللاسلكية أعلى بكثير من نظيراتها السلكية. ستُكلفك أجهزة الشحن اللاسلكي ذات الشكل القرصي الأرخص على Amazon حوالي 10 دولارات مُقابل شاحن بقوة 15 واط. يُمكنك بسهولة العثور على محولات شحن سلكية بقوة 20 واط بنفس السعر. ويزداد هذا الاختلاف فقط عندما تبدأ في البحث عن شواحن ذات طاقة أعلى.
لا يتم تصنيع جميع الشواحن اللاسلكية بنفس الطريقة أيضًا. يعني اختيار الشواحن الخاطئة أنك قد لا تستفيد إلى أقصى حد من قدرات الشحن اللاسلكي لهاتفك.
الشحن السلكي أسرع دائمًا
الشحن السلكي أسرع بكثير من الشحن اللاسلكي، بغض النظر عن هاتفك. في حالتي، يتم شحن Pixel 7a الخاص بي بقوة 7.5 واط لاسلكيًا — أقل من نصف 18 واط للشحن باستخدام الكابل.
ينطبق هذا أيضًا بغض النظر عن الهاتف الذي تستخدمه. سواء على iPhone أو Android، يكون الشحن السلكي دائمًا أسرع وأكثر كفاءة. ضع في اعتبارك كفاءة الطاقة والتسخين الأقل، ويُوفر الكابل أوقات شحن أسرع بكثير من أي شاحن لاسلكي.
على سبيل المثال، تستخدم كل شركة مُصنِّعة للهواتف الذكية تقريبًا الشحن اللاسلكي Qi ويُوفر ما بين 5 إلى 15 واط من الطاقة. يُمكن أن يشحن هذا المعيار هاتفك بالكامل في حوالي ثلاث إلى أربع ساعات، على الرغم من أنَّ هذه الأوقات قد تختلف بشكل كبير في تجربتي. لقد قمنا بتغطية كيفية عمل الشحن اللاسلكي إذا كنت تُريد الدخول في التفاصيل.
بالمقارنة، ستنتقل معظم الهواتف من الصفر إلى الشحن الكامل في غضون ساعة عند استخدام الكابل. تتمتع هواتف مثل Realme GT 5 بشحن سريع يصل إلى 240 واط يُمكنه شحن البطارية في دقائق. يُمكن أن يصل الشحن على الـ iPhone 16 Pro إلى 30 واط، ويُمكن لمعظم الهواتف الرائدة التي تعمل بنظام Android مثل Samsung S24 Ultra استخدام 45 واط أو أعلى.
لاحظ أنَّ هذه هي مخرجات الطاقة القصوى ولا يمكن الحفاظ عليها لفترات طويلة من الزمن. يُمكن لمعظم شواحن USB-C التواصل مع الجهاز الذي تشحنه وضبط إخراج الطاقة لضمان سلامة البطارية إلى جانب أسرع سرعة شحن. ومع ذلك، لا تزال الشواحن السلكية أكثر كفاءة وتحافظ على سرعات شحن أسرع.
لا داعي للبحث عن شواحن لاسلكية أو بنوك طاقة
إذا كنت تعتمد بشكل كامل على الشحن اللاسلكي، فقد تجد نفسك أحيانًا في موقف صعب إذا لم تكن هناك شواحن لاسلكية أو بنوك طاقة في الجوار. من ناحية أخرى، يعني الشحن عبر كابل أنك ستجد بالتأكيد محطة شحن أو يمكنك أن تطلب من شخص ما شاحنًا من النوع C لشحن هاتفك بسرعة.
كما ذكرنا أعلاه، ليست كل الشواحن اللاسلكية متشابهة. سيتعين عليك قراءة تالتفاصيل الصغيرة والتأكد من حصولك على شاحن يُوفر طاقة كافية لهاتفك لشحنه بوتيرة مُناسبة. تُكلف الشواحن اللاسلكية وبنوك الطاقة أيضًا مبلغًا كبيرًا من المال، وفي معظم الحالات تكون أغلى بكثير من نظيراتها السلكية.
شيء آخر يجب تذكره هو أنَّ معظم الشواحن اللاسلكية تنتهي بالتوصيل بمحول طاقة USB عادي على أي حال، مما يعني أنه يُمكنك تَخطي الشاحن اللاسلكي واستخدام كابل لشحن هاتفك مباشرة.
في حالات الطوارئ، يكون الشحن السلكي دائمًا الخيار الأفضل. يستخدم عدد كبير من الهواتف اليوم الشحن من النوع C، مما يعني أنه يمكنك الوصول إلى ملايين من قطع وكابلات الشحن. هذا طالما أنها قادرة على توفير الطاقة المطلوبة لشحن جهازك — وهو ما سيفعله أغلبها.
لا توجد مشاكل ارتفاع درجة الحرارة
إذا كان هاتفك يشحن عبر كابل بقوة عالية جدًا مثل 65 واط أو حتى 45 واط، فسوف يسخن بنفس القدر تقريبًا، إن لم يكن أكثر، مما يحدث عند الشحن اللاسلكي. ومع ذلك، فإنَّ هذه الحرارة قصيرة الأمد حيث من المُرجح أن يشحن هاتفك نفسه بالكامل في غضون ساعة بهذه السرعة.
في تجربتي مع Pixel 6 Pro و Pixel 7a و iPhone 13، يكون الهاتف ساخنًا باستمرار أثناء الشحن. وبينما قد يتحمل هاتفك السخونة، فإن بطاريتك لن تحب ذلك كثيرًا.
إنَّ نقل الكهرباء عن طريق الحث قد يؤدي إلى فقدان ما يصل إلى 50% من الكهرباء في صورة حرارة، والتي تنتقل مباشرة إلى الجزء الخلفي من هاتفك — أو بشكل أكثر تحديدًا، ملف الشحن اللاسلكي الموجود أعلى بطارية هاتفك.
بينما يولد الشحن السلكي أيضًا حرارة، فإن معظمها يتبدد بواسطة لبنة الشحن، مما يؤدي في النهاية إلى تدهور البطارية بشكل أبطأ. هناك الكثير مما يُمكنك فعله لمنع تدهور البطارية، ولكن استخدام الشواحن اللاسلكية كل يوم لفترات طويلة سيؤثر سلبًا على البطارية أكثر من الشحن السلكي.
أي طريقة شحن يجب أن تستخدمها؟
من الناحية المثالية، سيَخدمك مزيج من الشحن السلكي واللاسلكي بشكل جيد. إذا لم تواجه أي مشكلات مثل إعادة التشغيل العشوائي أثناء الشحن أو ارتفاع درجة الحرارة أثناء الشحن، فإنَّ استخدام شاحن لاسلكي على مكتبك أو في سيارتك يُمكن أن يجعل حياتك أسهل كثيرًا. لأي سيناريو آخر، أوصيك بالالتزام بالشحن السلكي. سأختار شاحنًا سلكيًا سريعًا بدلاً من شاحن لاسلكي في أي يوم.
بصفتي شخصًا كان يهدف إلى التحول إلى الشحن اللاسلكي بالكامل باستخدام تقنيتي، فإنَّ الشحن هو المكان الوحيد الذي ما زلت أستخدم فيه الكابلات (بخلاف HDMI وEthernet). أصبح شاحني اللاسلكي الآن حاملًا للهاتف، ولا أستخدمه إلا نادرًا — خاصةً إذا كانت بطارية هاتفي منخفضة.
مع انتقال معظم الأجهزة الإلكترونية الحديثة (بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة) الآن إلى الشحن عبر USB-C، يُمكنك استخدام شاحن واحد لتشغيل جميع أدواتك. ضع كابلين USB-C وشاحن طاقة أو بنك طاقة في حقيبة الظهر الخاصة بك وستشكر نفسك في المرة القادمة التي يُنفد فيها بطارية هاتفك في مكان غير مُتوقع. يُمكنك الإطلاع الآن على كيف تُحدد الوقت المُناسب لاستبدال بطارية هاتفك بسهولة.
