هل شعرت يومًا أنَّ يومك يضيع بين التسويف والانشغال بأشياء غير مُهمة بدلاً من التركيز على أهدافك الدراسية ورغباتك المهنية المُستقبلية؟ غالبًا ما تكون المشكلة ليست فيك، بل في طريقة تنظيم جدولك الزمني. خطة دراسية فعّالة يُمكن أن تكون السر وراء تحقيق التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية مع توفير الوقت. تعرّف في هذا الدليل على كيفية إعداد خطة دراسية أسبوعية مُنظمة تُساعدك على إدارة وقتك بذكاء وتحقيق أقصى استفادة من أيامك!
روابط سريعة
1. حدد أولوياتك وحدد أهدافًا واقعية
غالبًا ما أستيقظ وأفكر في أنني سأتعامل مع ثلاث مهام، وأحل ورقتين تدريبيتين، وأستعد لاختباراتي النهائية، وربما المزيد، وربما هذا فقط، ثم أقوم ببناء نموذج ChatGPT المُخصص التالي أثناء قيامي بذلك، كل هذا في غضون يوم واحد. ولكن، دعنا نكون واقعيين، كل ما أفعله هو الكذب على نفسي. بحلول نهاية اليوم، لن أكون قد حققت بالكاد أي تقدم في قائمة المهام الشاملة الخاصة بي فحسب، بل سأضطر أيضًا إلى التعايش مع الشعور بالذنب وخيبة الأمل لعدم تلبية التوقعات العالية بشكل لا يُصدق التي حددتها لنفسي.
لهذا السبب من المُهم تحديد أهداف واقعية لنفسك. لديك 24 ساعة فقط في اليوم، ومن الناحية الواقعية، لن تقضي اليوم كله في الدراسة. أفضل طريقة لتحديد الأهداف لنفسك هي أن تبدأ بتحديد المهام الأكثر أهمية التي تحتاج إلى القيام بها.
على سبيل المثال، إذا كان لديك اختبار مُنتصف الفصل الدراسي بعد أسبوعين، ولكن هناك مهمة مُستحقة بعد يومين، فمن الواضح أنَّ المهمة الأخيرة تحتاج إلى إعطاء الأولوية لها. لتسهيل التعامل مع هذه المهمة، قمت بإعداد قاعدة بيانات Notion تتضمن جميع مواعيد تسليم المهام والمشاريع، والاختبارات القادمة، واختبارات منتصف الفصل الدراسي، والنهائيات، وما إلى ذلك.
لقد أضفت عمودًا لتاريخ الاستحقاق وآخر للأيام المُتبقية، مع صيغة تحسب ذلك تلقائيًا بالضبط. يتم فرز قاعدة البيانات حسب تاريخ الاستحقاق، حتى أتمكن من معرفة المهام الأكثر إلحاحًا بسرعة.
2. تقسيم مهامك إلى أجزاء قابلة للإدارة
عندما يكون لديك الكثير من المهام التي يجب عليك اللحاق بها، فإنَّ مجرد النظر إلى قائمة المهام المُمتلئة قد يكون كافيًا لإرباكك طوال اليوم. في أغلب الأحيان، ستُكافح لمعرفة من أين تبدأ. لهذا السبب، من الأفضل دائمًا تقسيم مهامك إلى أجزاء أصغر وأكثر قابلية للإدارة، والقيام بكل جزء على حدة.
ملاحظة: على سبيل المثال، إذا كان لديك مقال مُستحق لفصل الاقتصاد، فإنَّ مجرد كتابة “كتابة مقال اقتصادي” في قائمة مهامك قد يكون أمرًا مُرهقًا بالفعل. مجرد رؤية مهمة كبيرة واحدة قد يجعل من الصعب معرفة من أين تبدأ. بدلاً من ذلك، قم بتقسيمها إلى مهام فرعية مثل إجراء البحث، ووضع الخطوط العريضة، والمسودة الأولية، ومراجعة النصوص، وما إلى ذلك.
بهذه الطريقة، بدلاً من الشعور بالإرهاق بسبب المُهمة نفسها، ستتمكن من معالجة كل مهمة فرعية على حدة وتحقيق تقدم ثابت. في رأيي، لا يوجد حافز أفضل من التحقق من مُهمة بسيطة في قائمة مهامك ! أنا شخصيًا أعتمد على مهام Google لهذا الغرض، والتي أستخدمها أيضًا لتنظيم حياتي بالكامل.
كل ما عليك فعله هو النقر فوق رمز المزيد بجوار المُهمة وتحديد إضافة مهمة فرعية.
ومع ذلك، إذا كنت لا ترغب في استخدام تطبيق قائمة المهام لهذا الغرض، لأي سبب كان، فهناك الكثير من التطبيقات المُخصصة المُصممة لمساعدتك في تقسيم مهامك إلى خطوات أصغر.
3. الدراسة خلال ساعات ذروة إنتاجيتك
إذا سبق لك مشاهدة مقطع فيديو “ادرس معي” على TikTok أو Instagram أو YouTube، فستُلاحظ موضوعًا مُتكررًا في معظم مقاطع الفيديو — تبدأ دائمًا تقريبًا بطالب يستيقظ عند الفجر للدراسة. الحقيقة هي أنه في حين أنَّ الدراسة في الصباح الباكر قد تنجح مع بعض الأشخاص، إلا أنها ليست حلاً واحدًا يُناسب الجميع.
على سبيل المثال، إذا كنت من الأشخاص الذين يسهرون طوال حياتك، فإنَّ إجبار نفسك على الاستيقاظ للدراسة عند الفجر ربما لن يُفيدك بأي شكل من الأشكال. لقد مررت بتجربة شخصية مع هذا. لقد لاحظت أنني أكثر إنتاجية خلال فترة ما بعد الظهر وفي وقت متأخر من الليل. يُمكن أن يساعدك العثور على نمط نومك في معرفة الأوقات التي تكون فيها أكثر إنتاجية.
على الرغم من ذلك، كنت أجبر نفسي على جدولة جلسات الدراسة في الصباح الباكر لأن هذا ما رأيت الجميع يفعلونه. وبينما نجحت هذه الطريقة لبضعة أيام، إلا أنني في النهاية كنت أغفو فوق كتبي، حتى بعد أن حصلت على ثماني ساعات كاملة من النوم في الليلة السابقة.
بعد ساعتين من النوم، كنت أستيقظ مُشوشًا تمامًا وأتساءل أين أنا. وفي النهاية، انتهى بي الأمر بإهدار المزيد من الوقت أكثر مما وفرته. وبطبيعة الحال، كنت أكافح من أجل النوم في الوقت المُخطط له لأنني كنت قد غفوت بالفعل في وقت سابق، حسنًا — يُمكنك أن ترى إلى أين يتجه هذا النهج.
نصيحة: في الواقع، يعتمد أفضل وقت للدراسة على الوقت الذي تكون فيه أكثر انتباهًا وتركيزًا بشكل طبيعي. عندما تدرس خلال ساعات الذروة، فأنت لا تُوفر الوقت فحسب، بل تستفيد منه أيضًا.
لذا، بدلًا من إجبار نفسك على الالتزام بجدول لا يتوافق مع إيقاعك الطبيعي، استمع إلى جسدك واضبط روتينك وفقًا لذلك. لا حرج في الاستيقاظ متأخرًا قليلاً والدراسة في فترة ما بعد الظهر إذا كان ذلك يُناسبك بشكل أفضل. إذا كنت غير متأكد من نمط نومك ولا تستطيع تحديد وقت الاستيقاظ المثالي، فقد يساعدك استخدام تطبيق تتبع النوم.
4. خصص وقتاً لجلسات الدراسة
إنَّ تخصيص وقت لجلسات الدراسة هو استراتيجية لإدارة الوقت حيث تُقسم يومك إلى كتل زمنية مُحددة، كل منها مُخصص لمهمة معينة. بعد تحديد جميع المهام التي تحتاج إلى إكمالها، قم بتقدير الوقت الذي ستستغرقه كل مهمة. بعد ذلك، مع مراعاة ساعات ذروة إنتاجيتك، قم بتعيين المهام الأكثر تحديًا لتلك الأوقات حتى تتمكن من منحها كامل انتباهك وطاقتك.
من المحتمل أن تتضمن قائمة مهامك مزيجًا من المهام، بعضها يتطلب المزيد من التركيز والبعض الآخر لا يحتاج إلى الكثير من قوة العقل، مثل مراجعة البطاقات التعليمية للامتحان الذي سيُعقد بعد شهر. يمكنك جدولة هذه المهام الأخف خلال أوقات خارج ساعات ذروة إنتاجيتك.
نصيحة: نظرًا لأننا نقوم بتقسيم الوقت، فتأكد من تخصيص فترات زمنية مُحددة في التقويم أو المُخطط لكل مهمة.
يُمكنك استخدام مخطط فعلي أو رقمي، أو تطبيق تقويم مثل تقويم Google، أو حتى تطبيق مُخصص لتقسيم الوقت مثل Clockify. لتتمكن من التمييز بين المهام، يُمكنك أيضًا ترميز الكتل بالألوان.
5. لا تنسَ أخذ فترات راحة
في كثير من الأحيان، ستجلس فعليًا أمام كتبك، لكن عقلك سيكون في مكان آخر. قد تشعر وكأنك تبذل ساعات، لكنك لا تستوعب أي شيء حقًا وتُضيِّع الوقت ببساطة. لهذا السبب فإنَّ أخذ فترات راحة أمر مهم للغاية.
الدراسة لساعات دون فترات راحة هي وصفة للإرهاق. لذا، عندما تحجز وقتك لجلسات الدراسة، تأكد من جدولة فترات الراحة.
على سبيل المثال، إذا كنت تُخطط للدراسة لمدة ساعتين، فقم بتقسيمها إلى كتلتين — 50 دقيقة من الدراسة، تليها استراحة لمدة 10 دقائق، ثم 50 دقيقة أخرى. إذا كنت تواجه صعوبة في التركيز لفترات طويلة، فحاول استخدام تقنية بومودورو: الدراسة لمدة 25 دقيقة، وأخذ استراحة لمدة 5 دقائق، وكرر هذه الدورة أربع مرات، ثم أخذ استراحة أطول.
وبينما يمكنك استخدام تطبيق المؤقت الخاص بجهازك لاستخدام هذه التقنية، أوصي باستخدام تطبيق مؤقت بومودورو مُخصص بدلاً من ذلك.
6. تأمل في تقدمك وعدِّل خطتك أسبوعيًا
في نهاية الأسبوع، خذ بعض الوقت لتقييم أدائك ولا تخف من تعديل خطتك لتحقيق كفاءة أفضل. تأمل فيما أنجزته، وما نجح، وما واجهته من صعوبات.
على سبيل المثال، إذا ثبت أنَّ تخصيص وقت معين من اليوم مفيد بشكل خاص، فقم بتعديل جدولك الزمني لإعطاء الأولوية لساعات الذروة. إذا وجدت نفسك تكافح للبقاء مستيقظًا أثناء جلسة دراسية، فدوِّن ذلك وتجنب جدولة المهام المُهمة خلال ذلك الوقت في المستقبل.
باتباع النصائح المذكورة أعلاه، أنا متأكد من أنك ستتمكن من إنشاء جدول دراسي يُناسبك ويُساعدك على تحقيق أقصى استفادة من وقتك! إن إنشاء جدول دراسي أسبوعي مثالي سيتطلب بعض التجربة والخطأ، ولكن تذكر أنَّ كل طالب يختلف عن الآخر. في النهاية، الأمر يتعلق بالدراسة بذكاء وليس بجهد أكبر! يُمكنك الإطلاع الآن على أفضل التطبيقات التي يحتاجها كل طالب جامعي لتحقيق النجاح الأكاديمي.