انتشرت مكالمات الاحتيال الهاتفية بشكلٍ مُقلق، وأصبحت أساليب المُحتالين أكثر دهاءً. لقد تعرضتُ شخصياً للعديد من هذه المكالمات المزعجة، ولكن مع مرور الوقت، تعلمتُ بعض الحيل البسيطة والفعّالة لتفاديها وحماية نفسي من الوقوع ضحيةً للاحتيال. سأشارككم هنا أربعة منها، لتحصين هواتفكم ضدّ هذه المكالمات المُريبة.
روابط سريعة
1. أستخدم TrueCaller للكشف عن المكالمات المزعجة
من أسهل الطرق لتجنب المكالمات المزعجة استخدام تطبيقات تحديد هوية المتصل وحظر المكالمات غير المرغوب فيها مثل TrueCaller، و Hiya، و RoboKiller. صُممت هذه التطبيقات للتعرف على الأرقام المجهولة وتنبيهك عند ورود مكالمة محتملة الاحتيال أو غير مرغوب فيها. فعلى سبيل المثال، يقوم تروكولر بمراجعة الأرقام المجهولة مقابل قاعدة بيانات ضخمة من الأرقام المبلغ عنها، مما يتيح لك اتخاذ قرار مستنير بشأن الرد على المكالمة.
أعتمد شخصيًا على تطبيق تروكولر، وقد أحدث فرقًا كبيرًا في تجربتي. عند ورود أي مكالمة من رقم مجهول، يقوم تروكولر بالتحقق منه فورًا في قاعدة بياناته الشاملة للأرقام المبلغ عنها على أنها مزعجة أو احتيالية. إذا تم وضع علامة على الرقم، أتلقى تحذيرًا فوريًا، عادةً ما يكون “احتمال احتيال” أو “مسوق عبر الهاتف”. هذا التنبيه البسيط وفر عليّ الكثير من الوقت والجهد في التعامل مع المكالمات المزعجة، وحماني من التعرض لمخاطر الاحتيال.
من أفضل مزايا تروكولر سهولة استخدامه. فحظر الأرقام والإبلاغ عنها يتم بسهولة، كما أنه من المريح معرفة أنني من خلال القيام بذلك أساهم في نظام يساعد المستخدمين الآخرين على تجنب نفس عمليات الاحتيال. بالطبع، لا يوجد تطبيق مثالي، فقد تتسرب بعض المكالمات المزعجة في بعض الأحيان، ولكنها نادرة جدًا لدرجة أنني لا أقلق بشأنها كثيرًا. أنصح بتجربة تروكولر وغيره من التطبيقات المشابهة لاختيار الأنسب لاحتياجاتك.
2. أستخدم وضع عدم الإزعاج
عندما لا أنتظر مكالمات هامة، أقوم بتفعيل وضع “عدم الإزعاج” على هاتفي. يقوم هذا الوضع بكتم جميع المكالمات والرسائل والإشعارات باستثناء تلك الواردة من جهات الاتصال الخاصة بي أو الأرقام المميزة بنجمة. لقد أثبت هذا الوضع فعاليته الكبيرة في حجب المكالمات المزعجة تمامًا خلال أوقات محددة، مثل أوقات العمل أو النوم أو عندما أحتاج إلى استراحة. فعّل هذا الوضع لتحظى بتركيز وراحة بال أكبر، خاصةً في أوقات الذروة التي تكثر فيها المكالمات التسويقية المزعجة.
يمكنك تخصيص إعدادات وضع عدم الإزعاج لتناسب تفضيلاتك سواءً على نظام iOS أو Android. على سبيل المثال، يمكنك ضبطه للسماح بالمكالمات من قائمة المفضلة لديك أو تفعيل خيار “تكرار المكالمات” للسماح بمرور المكالمات المتكررة (في حالات الطوارئ). بعض الهواتف الذكية تتيح لك أيضًا جدولة وضع عدم الإزعاج تلقائيًا في أوقات محددة يوميًا.
الشيء المهم الذي يجب تذكره عند استخدام وضع عدم الإزعاج هو إيقاف تشغيله عند توقع مكالمة من رقم غير معروف، مثل مندوب توصيل أو جهة اتصال جديدة. بهذه الطريقة، تتجنب فقدان أي مكالمات مهمة.
3. أستخدم الردود السريعة لفحص المكالمات
عندما أشك في هوية المتصل ولكنني لا أريد المخاطرة بفقدان مكالمة مهمة، ألجأ إلى استخدام ميزة الردود السريعة لفحص المكالمات. تسمح معظم الهواتف الذكية اليوم بإرسال رسائل نصية مُعدة مسبقًا، مثل “عذرًا، لا يمكنني التحدث الآن”، أو رسالة مُخصصة مباشرةً من شاشة المكالمة. تُعد هذه الطريقة بسيطة وفعّالة لتقييم مدى أهمية المكالمة دون الرد المباشر. فعلى سبيل المثال، يمكنك إضافة ردود سريعة مثل “من معي؟” أو “ما الموضوع؟” لتشجيع المتصل على توضيح سبب اتصاله.
إذا ردّ المتصل برسالة غامضة أو مشبوهة، فمن المحتمل أن تكون مكالمة احتيالية. أما إذا قدّم المتصل تفاصيل واضحة – مثل “يتصل بك مكتب الدكتور سميث لتأكيد موعدك” – فيمكنك حينها الرد بثقة أكبر. بل ويمكنك أيضًا تخصيص ردود سريعة تناسب احتياجاتك، مثل تحديد ردود خاصة بجهات الاتصال المهنية أو العائلية.
مع ذلك، يجب التنويه إلى أن الردود السريعة ليست مضمونة تمامًا، وهناك حالات قد لا تنجح فيها هذه الاستراتيجية. قد لا يتمكن بعض المتصلين الشرعيين، وخاصةً كبار السن أو الشركات التي تستخدم خطوطًا أرضية، من الرد على الرسائل النصية. في هذه الحالات، قد تفقد مكالمة مهمة إذا اعتمدت فقط على هذه الطريقة. لذا، يُنصح بتفعيل البريد الصوتي كإجراء احترازي إضافي لضمان عدم تفويت أي مكالمات مهمة.
4. أرد على المكالمات المُزعجة بدور رجل أمن!
من الطرق المسلية التي أتعامل بها مع المكالمات المجهولة هي التظاهر بأنني رجل أمن. عندما أشك بأن المكالمة مزعجة، أرد أحيانًا بنبرة مرحة قائلاً شيئًا مثل: “جون يتحدث من قسم الأمن السيبراني، كيف يمكنني مساعدتك؟”.
الهدف من هذه الطريقة هو المرح وليس أخذ الأمر على محمل الجد. إنها وسيلة لكسر نمط المكالمات الاحتيالية المعتاد ومراقبة رد فعل المتصل. عادةً ما يضحك المتصلون الشرعيون، مثل الأصدقاء أو الشركات، أو يوضحون هويتهم، بينما يغلق المحتالون الخط على الفور في أغلب الأحيان.
ومع ذلك، أحرص على استخدام هذه الحيلة بمسؤولية. فأنا لا أدعي أبدًا أنني أنتمي إلى جهة إنفاذ قانون أو وكالة أمنية حقيقية، لأن هذا قد يكون غير قانوني في بعض البلدان ويسبب مضاعفات غير ضرورية. بدلاً من ذلك، أستخدم ألقابًا عامةً وخياليةً مثل “قسم الأمن السيبراني” للحفاظ على الطابع المرح وتجنب أي خطر انتحال شخصية.
بفضل هذه الاستراتيجيات البسيطة والفعالة، أصبح تجنب المكالمات المزعجة أسهل بكثير. رغم عدم وجود طريقة مضمونة بنسبة 100%، إلا أن هذه الحيل قللت بشكل كبير من عدد المكالمات غير المرغوب فيها التي أتلقاها، مما يوفر لي الوقت وراحة البال. ولمزيد من الحماية، أنصح بتفعيل خاصية حظر المكالمات المجهولة في هاتفك، وتسجيل رقمك في قائمة “لا تتصل بي” الوطنية إن وجدت، واستخدام تطبيقات موثوقة لحظر المكالمات المزعجة.
